• الجوال : +0558341032
  • البريد الإلكترونى : info@araalrowad.com.sa

باريس,محطة انتظار أخرى

ندرك جيدا ان ما يجري بليبيا ليس لصالح شعبها,بل لنهب خيراتها,فهي عملية تدمير ممنهجة للبنى التحتية وان كانت بسيطة!,ومن ثم توظيف ما تم توفيره من أموال في عملية إعادة الاعمار التي ستقوم بها حتما الشركات الغربية,حيث ستشغل المصانع المختلفة ويتم استيعاب اعداد هائلة من العاطلين عن العمل,اما شبابنا فإنهم يظلون وقودا لحرب مستعرة,قوافل من الشهداء وطوابير من ذوي العاهات المستديمة.

المبادرات الإقليمية والدولية لحل المشكل الليبي لم تنقطع يوما,بل هناك تنافس شديد بين الاشقاء والأصدقاء للظفر بالاستضافة,أبواب بعض النزل الراقية والدارات الفخمة مفتوحة على مصارعها على مدار الساعة, فالكلفة مدفوعة مسبقا,وكأنما الأموال الليبية بالخارج(المجمدة) قد اعدت لهذا الغرض.

المتنفذون بالوطن وما اكثرهم,يحطون رحالهم في مختلف بقاع المعمورة (سياحة,ورش عمل, تقديم الولاء والطاعة وتلقي الاوامر) وكأنهم في عجلة من امرهم,يسارعون الزمن,الوقت من ذهب اسود (مع ارتفاع صادراته) مسال بكافة العملات الأجنبية,الفرص قد لا تتكرر,الشركات الناقلة لو انها حسبت لهم المسافات المقطوعة,لحلوا في التراتيب الأولى,بل حطموا الأرقام القياسية ومن ثم الظفر بتذاكر سفر واقامات مجانية ما بقي من أعمارهم المديدة.

انتصارات الجيش في بنغازي رفعت من معنويات العامة,جعلتهم يطالبون بتدخل العسكر والقضاء على الميليشيات الجهوية والمؤدلجة وتلك التي تعمل لأجل الارتزاق,الذي لاشك فيه ان هناك قوى إقليمية ودولية لا تتمنى عودة الاستقرار الى البلد وقيام جيش قوي وأجهزة امن مهنية,من المؤكد ان هذه القوى لا ترغب في الجيش بان يدخل العاصمة وتسقط بذلك حكومة الوصاية,التي حشّد لها الغرب كل الإمكانيات المادية والإعلامية لان تبقى أطول مدة ممكنة.